لمن تتزين المرأة و لمن يتجمل الرجل ؟
هذا االتساؤل ظل
و قد اخترت في عنوانه كلمة التزين للمرأة نظرا لطبيعة المرأة و فطرتها التي جبلت عليها منذ نعومة أظفارها فقد رزقها الله الجمال و ارتبط جمالها بالزينة فقال الله تعالي :
"أو من ينشأ في الحلية و هو في الخصام غير مبين"
إذ شاع وذاع أن المرأة في هذه الآية تنُشٍّأ في الزينة ونعومة العيش، فيورثها ذلك هشاشة وضعفا ، إذا خوصمت لا تقوى على إقامة دعوى ، ولا تقرير حجة ، وإذا احتاج الأمر إلى امتشاق الحسام لم تغن غناء الرجل ولم تسد مسده
كما اخترت كلمة التجمل للرجل لأن الجمال تكوين ثانوي و ليس من مكونات الرجل الشكلية الأساسية التي خلقها الله فيه و من ثم يقوم الرجل بالتجمل (أي بافتعال الجمال ) فجمال الرجل و نظافته و اهتمامه بمظهره من الإيمان كما هو معلوم و لقد سمعت عن كثير من وجود مشكلات زوجية تنبع أحيانا من إهمال الرجل لأمور النظافة و الجمال و التطيب و بالعكس أيضا
فعلى المستوي الشخصي كان لي صديق طيب القلب يهتم بمظهره الشخصي لكن عندما يعود لبيته ترى انسانا آخر إذا كان لا يزال ينتمي لفصيلة بني البشر يتحول 180 درجة إلى قمة الإهمال فهو يخدع الآخرين فقط شكلا أما عندما ينفرد لا تستطيع أن تكون معه و من ثم نصحته كثيرا إلى أن اختلفنا لاختلاف الطباع و خصوصا في مثل تلك الأمور و ابتعدت عنه فكيف عندما يتزوج وهذه إشكالية أخرى أن الكثير حتى الزوجات يتزين للغرباء و يظل بيت الزوجية ملتقى المهملين و سلة المهملات
يقال أن الزينة وسيلة المرأة لجذب رجل هو مشروع زوج ، وحين يتحقق الهدف تصبح زينتها له فعلا منسيا .والبعض يؤكد أن المرأة تتزين لنفسها أولا وأخيرا ، فوعيها بجمالها يمنحها الرضاوالثقة بالنفس ويحقق لها السعادة .والبعض يجزم بأن المرأة تتزين للآخرين ، نساء ورجالا ، وبالتالي فانها تتزين خارج البيت أكثر مما تتزين داخله ، فهي تحب أن تكون في نظر العالم كله الأجمل .أقاويل عديدة ، ونظريات كثيرة ، فأين هي الحقيقة ؟
إليكم قصة : رجل جاهلي كان يمشي مع زوجته فنظر إليها رجل آخر ونظرت إليه فأخذت زوجها الغيرة وقال لها : أنت طالق فلما تساءلت عن السبب تمثل هذين البيتين من الشعر :
يقال أن الزينة وسيلة المرأة لجذب رجل هو مشروع زوج ، وحين يتحقق الهدف تصبح زينتها له فعلا منسيا .والبعض يؤكد أن المرأة تتزين لنفسها أولا وأخيرا ، فوعيها بجمالها يمنحها الرضاوالثقة بالنفس ويحقق لها السعادة .والبعض يجزم بأن المرأة تتزين للآخرين ، نساء ورجالا ، وبالتالي فانها تتزين خارج البيت أكثر مما تتزين داخله ، فهي تحب أن تكون في نظر العالم كله الأجمل .أقاويل عديدة ، ونظريات كثيرة ، فأين هي الحقيقة ؟
إليكم قصة : رجل جاهلي كان يمشي مع زوجته فنظر إليها رجل آخر ونظرت إليه فأخذت زوجها الغيرة وقال لها : أنت طالق فلما تساءلت عن السبب تمثل هذين البيتين من الشعر :
إذا وقع الذباب على طعام ......... رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء ........ إذا كن الكلاب ولغن فيه
وتجتنب الأسود ورود ماء ........ إذا كن الكلاب ولغن فيه
نعم هذا جاهلي ولكنه فطر على الغيرة فأخذته الغيرة على زوجته فالرجل يغار مرة واحدة إذا نظر رجل إلى زوجته ولكنه يغار – 100 مرة – إذا نظرت زوجته إلى رجل آخر .
و هاتين البيتين أميل إلى ترديدهما لانهما يرفعان من كرامة الإنسان و يشعرانه بعزة النفس و إرادته
ان المرأة تتزين بالدرجة الاولى لنفسها ثم للناس اما زوجها فيأتي في المرحلة الاخيرة وذلك حسب طبيعة العلاقة بينها وبين زوجها واذا كانت متزوجة حديثا فانها تكون في ابهى واجمل صورها وبعد مرور وقت على زواجها تبدأ المرأة باهمال نفسها بسبب زيادة المسؤوليات الكبيرة على عاتقها وخاصة اذا كانت موظفة وأما فان من الطبيعي ان يقل اهتمامها بنفسها‚‚وطبيعة عمل المرأة ايضا يفرض عليها زينة معينة فاذا كانت اعلامية فانه من الطبيعي ان تظهر في كامل زينتها واناقتها
مع العلم أن رأيت كثير من الإعلاميات المحجبات لسن في حاجة للتبرج و المبالغة في الزينة التي نراها الآن اما اذا كان عملها ميدانيا «مهندسة مثلا‚‚‚» فان هذا يحتم عليها طبيعة معينة من اللباس والزينة
الغريب في الأمر أن المبالغة في الزينة قد يؤدي لأمراض نفسية من التردد و الوقوف أمام المرآه ساعات لاختيار الملبس و غيره
أما المسألة الزوجية فالاعتياد يولد نوعا من الركون وحين ينطبق هذا الامر على الزواج يصبح كارثة يجب على المرأة الا تهتم بشكلها خارج البيت فقط معتمدة انها قد حصلت على زوج فقط مضيفا ان حرص الزوجة على الاهتمام بمظهرها يحول دون تسرب الملل والفتور الى العلاقة الزوجية ويجب على المرأة ان تسعى الى التغيير والتجديد وهو امر غير مكلف‚‚ولكن بشأن تزين المرأة خارج بيتها فهو نوع من الغيرة والتنافس بين النساء من اجل لفت انتباه الاخريات وهذا يجعلهن في سباق دائم كي يكن الافضل والاجمل عند الخروج و هذه الظاهرة اكثر شيوعا عند النساء غير العاملات مقارنة بغيرهن حيث يلعب الفراغ دورا كبيرا في تفشيها و هما نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ" رواه البخاري في صحيحه
و قد لوحظ أن ميزانية و مصروفات المرأة الخليجية على الزينة أكثر من نصف راتبها و أن مستحضرات التجميل في دول الخليج تقوم سنويا باستيراد منتجات قيمتها حوالي 7‚1 مليار دولار
و قد وصف الله المبذرين بأنهم إخوان الشياطين فقال تعالى
"إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين"
و البعض قد يوافق المرأة في ذلك طالما في بيتها و زوجها لكن الأدهى و الأمر أن المرأة تخرج للشارع و للعمل بكمية من الزينة و العطور مما يزكم الأنوف و يحز في النفوس و يشعل الفتن فترتدي عباية أو حجابا كأنها أدوات للشياطين من الأنس و الجن
أليست الحكمة من الحجاب تغطية الزينة واخفاءها وسترها ؟؟بلى وربي لكنها تتكلف الزينة لتظهرها بدل أن تخفيها .
فلا أملك إلا أن أقول لها
إن حجابك يحتاج إلى حجاب
ومن ثم نعود للسؤال هل تتزين المرأة للرجل فقط و لاصطياده إن كان كذلك فبئس العقل و التصرف فقد عرضت نفسها للنظرات و للقيل و القال
و ليس الأمر على العباءة فقط بل أي ملبس مخالف للعفة و الحياء و الدين
و في ديننا "من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه"
الجانب الشرعي:-
ديننا الحنيف قد حسم في أمل زينة المرأة عندما أمرها بابدائها للبعولة أول الأمر ثم للمحارم ولا يجوز أن تظهر الزينة لغير أفراد عينهم القرآن الكريم ومعلوم أن المرأة المسلمة تتزين باستمرار لزوجها بموجب نصوص شرعية وهي تت من الزينة أولا طاعة لله عز وجل قبل أن تحقق باقي الأهداف مهما تنوعت واختلف فيها المختلفون حسب ثقافاتهم ومستوياتهم. ومعلوم أيضا أن ثقافة التزين عامة وتزين المرأة خاصة يختلف من عقيدة الى أخرى ومن ثقافة الى أخرى
و بالفقه الإسلامي كثير من الأحكام الشرعية في تزين المرأة و الحلي
وقد يقال لماذا الهجوم على المرأة و أن كل هدفها الرجل و أن تزينها من أجل رجل و ليس هذا صحيح 100 % لكن تتزين المرأة فطريا و تحب الزينة من أجل نفسها الأول ثم الرجل ثانيا
أم الرجل فلمن يتجمل ؟
إن الرجل المتجمل رجل يرى أن لجماله دور في الوصول لكثير من الأهداف منها المرأة بالطبع فضلا عن العمل و النجاح المهني و أيضا على الصعيد الاجتماعي وكما ذكرنا أن المظهر الشخصي له تأثير كبير في تحقيق الكثير من المكاسب بالإضافة للأريحية النفسية و ازدياد الثقة بالنفس و احترام الآخرين
وكما ان الشئ إن زاد عن حده انقلب لضده فلا ينبغي التجمل بمبالغة للرجل ليس كما الآن من عمليات تجميل تفضي الرجل لشكل امرأة و العياذ بالله فهو ملعون بنص الحديث الشريف
و لا ننسى أن جمال الرجل في عقله و بالتالي في مواقفه و تصرفاته الحكيمة النابعة من عقل "جميل" وهذا هو بيت القصيد للرجل
أما التركيز على الشكل تماما فإنما عبث و مضيعة للوقت و للفكر و للشخصية
و إنما ينبغى الجمع بين المظهر الجميل و العقل الجميل إلى حد ما و هذا رزق الله يعطيه من يشاء من عباده فذلك الرجل الأجمل
و كذلك المرأة ينبغى أن تزين عقلها لأنه من نعم الله عليها أنها تملك جمالا فطريا فليكن تركيزها الثاني على ثقافتها و حكمتها و عقلها فكثير من الجميلات من إذا تكلمت قلنا ياليتها سكتت
ومن هنا يكمل كل طرف ما يرى أنه ينقصه مع أن الله تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم
فقال تعالى
و لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
و قال تعالى " يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد"
و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتطيب و يحب الطيب و يتزين صلى الله عليه و سلم
كل ذلك في وقار و هيبة صلى الله عليه وعلى آله و سلم
و إلى موعد بلقاء إن شاء الله