الاثنين، 24 مارس 2008


لمن تتزين المرأة و لمن يتجمل الرجل ؟


هذا االتساؤل ظل
يراود أفكاري فتنوعت الإجابات و الآراء من ثم سأطرحه للنقاش من جديد
و قد اخترت في عنوانه كلمة التزين للمرأة نظرا لطبيعة المرأة و فطرتها التي جبلت عليها منذ نعومة أظفارها فقد رزقها الله الجمال و ارتبط جمالها بالزينة فقال الله تعالي :
"أو من ينشأ في الحلية و هو في الخصام غير مبين"
إذ شاع وذاع أن المرأة في هذه الآية تنُشٍّأ في الزينة ونعومة العيش، فيورثها ذلك هشاشة وضعفا ، إذا خوصمت لا تقوى على إقامة دعوى ، ولا تقرير حجة ، وإذا احتاج الأمر إلى امتشاق الحسام لم تغن غناء الرجل ولم تسد مسده

كما اخترت كلمة التجمل للرجل لأن الجمال تكوين ثانوي و ليس من مكونات الرجل الشكلية الأساسية التي خلقها الله فيه و من ثم يقوم الرجل بالتجمل (أي بافتعال الجمال ) فجمال الرجل و نظافته و اهتمامه بمظهره من الإيمان كما هو معلوم و لقد سمعت عن كثير من وجود مشكلات زوجية تنبع أحيانا من إهمال الرجل لأمور النظافة و الجمال و التطيب و بالعكس أيضا

فعلى المستوي الشخصي كان لي صديق طيب القلب يهتم بمظهره الشخصي لكن عندما يعود لبيته ترى انسانا آخر إذا كان لا يزال ينتمي لفصيلة بني البشر يتحول 180 درجة إلى قمة الإهمال فهو يخدع الآخرين فقط شكلا أما عندما ينفرد لا تستطيع أن تكون معه و من ثم نصحته كثيرا إلى أن اختلفنا لاختلاف الطباع و خصوصا في مثل تلك الأمور و ابتعدت عنه فكيف عندما يتزوج وهذه إشكالية أخرى أن الكثير حتى الزوجات يتزين للغرباء و يظل بيت الزوجية ملتقى المهملين و سلة المهملات

يقال أن ا
لزينة وسيلة المرأة لجذب رجل هو مشروع زوج ، وحين يتحقق الهدف تصبح زينتها له فعلا منسيا .والبعض يؤكد أن المرأة تتزين لنفسها أولا وأخيرا ، فوعيها بجمالها يمنحها الرضاوالثقة بالنفس ويحقق لها السعادة .والبعض يجزم بأن المرأة تتزين للآخرين ، نساء ورجالا ، وبالتالي فانها تتزين خارج البيت أكثر مما تتزين داخله ، فهي تحب أن تكون في نظر العالم كله الأجمل .أقاويل عديدة ، ونظريات كثيرة ، فأين هي الحقيقة ؟
إليكم قصة : رجل جاهلي كان يمشي مع زوجته فنظر إليها رجل آخر ونظرت إليه فأخذت زوجها الغيرة وقال لها : أنت طالق فلما تساءلت عن السبب تمثل هذين البيتين من الشعر :
إذا وقع الذباب على طعام ......... رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء ........ إذا كن الكلاب ولغن فيه

نعم هذا جاهلي ولكنه فطر على الغيرة فأخذته الغيرة على زوجته فالرجل يغار مرة واحدة إذا نظر رجل إلى زوجته ولكنه يغار – 100 مرة – إذا نظرت زوجته إلى رجل آخر .
و هاتين البيتين أميل إلى ترديدهما لانهما يرفعان من كرامة الإنسان و يشعرانه بعزة النفس و إرادته

ان المرأة تتزين بالدرجة الاولى لنفسها ثم للناس اما زوجها فيأتي في المرحلة الاخيرة وذلك حسب طبيعة العلاقة بينها وبين زوجها واذا كانت متزوجة حديثا فانها تكون في ابهى واجمل صورها وبعد مرور وقت على زواجها تبدأ المرأة باهمال نفسها بسبب زيادة المسؤوليات الكبيرة على عاتقها وخاصة اذا كانت موظفة وأما فان من الطبيعي ان يقل اهتمامها بنفسها‚‚وطبيعة عمل المرأة ايضا يفرض عليها زينة معينة فاذا كانت اعلامية فانه من الطبيعي ان تظهر في كامل زينتها واناقتها
مع العلم أن رأيت كثير من الإعلاميات المحجبات لسن في حاجة للتبرج و المبالغة في الزينة التي نراها الآن اما اذا كان عملها ميدانيا «مهندسة مثلا‚‚‚» فان هذا يحتم عليها طبيعة معينة من اللباس والزينة
الغريب في الأمر أن المبالغة في الزينة قد يؤدي لأمراض نفسية من التردد و الوقوف أمام المرآه ساعات لاختيار الملبس و غيره

أما المسألة الزوجية فالاعتياد يولد نوعا من الركون وحين ينطبق هذا الامر على الزواج يصبح كارثة يجب على المرأة الا تهتم بشكلها خارج البيت فقط معتمدة انها قد حصلت على زوج فقط مضيفا ان حرص الزوجة على الاهتمام بمظهرها يحول دون تسرب الملل والفتور الى العلاقة الزوجية ويجب على المرأة ان تسعى الى التغيير والتجديد وهو امر غير مكلف‚‚ولكن بشأن تزين المرأة خارج بيتها فهو نوع من الغيرة والتنافس بين النساء من اجل لفت انتباه الاخريات وهذا يجعلهن في سباق دائم كي يكن الافضل والاجمل عند الخروج و هذه الظاهرة اكثر شيوعا عند النساء غير العاملات مقارنة بغيرهن حيث يلعب الفراغ دورا كبيرا في تفشيها و هما نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ" رواه البخاري في صحيحه

و قد لوحظ أن ميزانية و مصروفات المرأة الخليجية على الزينة أكثر من نصف راتبها و أن مستحضرات التجميل في دول الخليج تقوم سنويا باستيراد منتجات قيمتها حوالي 7‚1 مليار دولار
و قد وصف الله المبذرين بأنهم إخوان الشياطين فقال تعالى
"إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين"

و البعض قد يوافق المرأة في ذلك طالما في بيتها و زوجها لكن الأدهى و الأمر أن المرأة تخرج للشارع و للعمل بكمية من الزينة و العطور مما يزكم الأنوف و يحز في النفوس و يشعل الفتن فترتدي عباية أو حجابا كأنها أدوات للشياطين من الأنس و الجن
أليست الحكمة من الحجاب تغطية الزينة واخفاءها وسترها ؟؟بلى وربي لكنها تتكلف الزينة لتظهرها بدل أن تخفيها .
فلا أملك إلا أن أقول لها
إن حجابك يحتاج إلى حجاب

ومن ثم نعود للسؤال هل تتزين المرأة للرجل فقط و لاصطياده إن كان كذلك فبئس العقل و التصرف فقد عرضت نفسها للنظرات و للقيل و القال
و ليس الأمر على العباءة فقط بل أي ملبس مخالف للعفة و الحياء و الدين

و في ديننا "
من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه"

الجانب الشرعي:-
ديننا الحنيف قد حسم في أمل زينة المرأة عندما أمرها بابدائها للبعولة أول الأمر ثم للمحارم ولا يجوز أن تظهر الزينة لغير أفراد عينهم القرآن الكريم ومعلوم أن المرأة المسلمة تتزين باستمرار لزوجها بموجب نصوص شرعية وهي تت من الزينة أولا طاعة لله عز وجل قبل أن تحقق باقي الأهداف مهما تنوعت واختلف فيها المختلفون حسب ثقافاتهم ومستوياتهم. ومعلوم أيضا أن ثقافة التزين عامة وتزين المرأة خاصة يختلف من عقيدة الى أخرى ومن ثقافة الى أخرى
و بالفقه الإسلامي كثير من الأحكام الشرعية في تزين المرأة و الحلي

وقد يقال لماذا الهجوم على المرأة و أن كل هدفها الرجل و أن تزينها من أجل رجل و ليس هذا صحيح 100 % لكن تتزين المرأة فطريا و تحب الزينة من أجل نفسها الأول ثم الرجل ثانيا

أم الرجل فلمن يتجمل ؟

إن الرجل المتجمل رجل يرى أن لجماله دور في الوصول لكثير من الأهداف منها المرأة بالطبع فضلا عن العمل و النجاح المهني و أيضا على الصعيد الاجتماعي وكما ذكرنا أن المظهر الشخصي له تأثير كبير في تحقيق الكثير من المكاسب بالإضافة للأريحية النفسية و ازدياد الثقة بالنفس و احترام الآخرين
وكما ان الشئ إن زاد عن حده انقلب لضده فلا ينبغي التجمل بمبالغة للرجل ليس كما الآن من عمليات تجميل تفضي الرجل لشكل امرأة و العياذ بالله فهو ملعون بنص الحديث الشريف

و لا ننسى أن جمال الرجل في عقله و بالتالي في مواقفه و تصرفاته الحكيمة النابعة من عقل "جميل" وهذا هو بيت القصيد للرجل
أما التركيز على الشكل تماما فإنما عبث و مضيعة للوقت و للفكر و للشخصية
و إنما ينبغى الجمع بين المظهر الجميل و العقل الجميل إلى حد ما و هذا رزق الله يعطيه من يشاء من عباده فذلك الرجل الأجمل
و كذلك المرأة ينبغى أن تزين عقلها لأنه من نعم الله عليها أنها تملك جمالا فطريا فليكن تركيزها الثاني على ثقافتها و حكمتها و عقلها فكثير من الجميلات من إذا تكلمت قلنا ياليتها سكتت
ومن هنا يكمل كل طرف ما يرى أنه ينقصه مع أن الله تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم
فقال تعالى
و لقد خلقنا
الإنسان في أحسن تقويم
و قال تعالى " يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد"
و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتطيب و يحب الطيب و يتزين صلى الله عليه و سلم
كل ذلك في وقار و هيبة صلى الله عليه وعلى آله و سلم

و إلى موعد بلقاء إن شاء الله

الاثنين، 10 مارس 2008


الرجل الأجمل

قالت: إذا تقدّم العمر بالفتاة دون زواج، فقد لا يعني هذا ندرة الفرص التي أتيحت لها بالضرورة، بل قد يعني كثرتها

قلت: كيف ذلك؟قالت: تبدأ الحكاية برفض الأول فالثاني لسبب أو لآخر، ثم تتوالى السنوات ويزداد وعيها بالمقابل فتتعقد شروطها، ليصبح الرفض هو الأساس أمام تواضع المواصفات المتوفرة في المتقدمين

قلت: وماذا يمكن أن تشترط الفتاة فيمن تختار سوى ما هو متعارف عليه من مزايا، مثل الثقافة، الأخلاق، الوضع المادي المقبول

قالت: هذه شروط منطقية، لكنها غير كافية

قلت: تقصدين إذن الحب، أو شيئاً من الانجذاب وغيره من الأمور الجميلة العصية على التفسير

قالت: حتى هذه ليست كافية، الحب فكرة.. حالة مؤقتة.. ولمعلوماتك، بعض الحب له تاريخ صلاحية.. قد ينتهي في الشهر الأول، في العام الأول، في العقد الأول.. لكنه ينتهي أو قد تحب الفتاة رجلا لا يحبها أو لا يلتفت إليها أو قد تقع في حب رجل متزوج وهذا من الغباء و من أقسى ظلم النفس للنفس و قد لا تلتفت لرجل آخر يرغب فيها و يحبها و يكون الأجمل.. و تلك هي المأساة!!!!قلت: هذا كلام مريع، لكنه مثير وجديد، ويدعو للتأمل حقاً*******

قالت: أنا لم أتوصل إليه إلا بعد تأمل طويل، لذلك دعيني ألخّص لك شرطي في الرجل الذي أختار

قلت: تفضلي

اعتدلت في جلستها لتقول: من أسمح له بتولي مقعد القيادة في حياتي، يجب أن يكون سائقاً ماهراً، حاذقاً، يقظاً إلى حد يسمح لي أن أستغرق في غفوة مريحة وأنا بجانبه وكلي ثقة أنه لن يدخل بنا في حائط... أو يهبط بنا في واد! سائق يتعامل مع مطبات الحياة بهدوء وتوازن، يعرف متى يفترض أن يخفف السرعة، ومتى يجب أن يتوقف تماماً.. يحترم الإشارات.. ويفهمها
قلت: تبدين وكأنك مسؤولة في إدارة السيرقالت: الحياة الزوجية مثل رحلة في سيارة، صدقيني، بعض النساء يجدن أنفسهن خارجها فجأة في حادث مروع.. لينطلق هو وحده نحو غابة بعيدة! وبعض الرجال لا يسمحون للمرأة ولو بإغماضة بسيطة خلال الرحلة، لأن نزقهم وتهورهم يدفعانها لأن تبقى متيقظة دوماً.. واعلمي أن توق المرأة للاسترخاء والتقاط الأنفاس في مشوار الحياة، هو توق لا ينطفىء مهما أنجزت.. لكن ذلك لا يتحقق لها إلا في كنف رجل قادر على تولي الأمور بنفسه وباقتدار، لأن حالة التنبه واليقظة الدائمة يقتلان في المرأة الشيء الكثير.. وأسوأ الرجال من يتركها هي تتولى القيادة لتدني كفاءاته.. ويظل جالساً بجانبها يزعق ويثرثر ويحذر من مخاطر الطريق، الحقيقية منها والوهمية*******
قلت: وماذا عن أسوأ النساء؟
قالت: أسوأهن من تكتفي بالنوم طوال الرحلة.. لأن المرأة الذكية هي التي تتهيأ لتولي القيادة إذا تعب هو
قلت: كلامك قد يثير غضب بعض النساء الشغوفات بمواقع القيادة
قالت: حتى أولئك يحلمن برجل ما.. لكن صدقيني، عند النساء عموماً، فالرجل الأقدر على توفير الأمان للمرأة، هو الأعظم والأجمل والأشد جاذبية.. والأندر وجوداً
إحدى المقالات الرائعة التي كتبتها الإعلامية الأردنية (د. لانا مامكغ) بعنوان الرجل الأجمل

الأحد، 9 مارس 2008

طعم البيوت


الكلام عن موضوع الأسرار الزوجية في واقع الأمر سهل و صعب في نفس الوقت سهلا أن أقول أبتعد عن كذا و كذا و صعب في تقيد هذه النفس البشرية المجبولة على حب الذات قبل كل شئ لكن على المرء أن يسعى إلى الكمال في جعل عش الزوجية كأنه روضه من رياض الجنة و لتحقيق ذلك أرغب في طرح بعض القواعد التي قد تكون معروفة لكافة الناس و لكن من باب التذكير حتى نسعى جميعاً في جعل الأسرة المسلمة صامدة في مواجه التحديات بكافة أشكالها و أنواعها و القواعد هي:-

القاعدة الأولى:
معرفة الله في السر و العلانية و التقرب إلى معرفة حقيقة الإيمان.
وكلما كان الزوجان قريبين من الله وتضرعا إلى الله في إن يديم حياتهما الزوجية وان يسعدهما ببعضهما و يجعلا لهما جدول في متابعة الذات و الابتعاد عن المحرمات حتى يمن الله عليهم بالسعادة. كما قال سبحانه: { وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم }

القاعدة الثانية:جددا زواجكما
لا تتعجبوا من هذا الكلام؟
من أراد أن تدوم عليه نعم السعادة فلينظر إلى الزوجة أو الزوج على أن حياتهما الآن ارتبطت مع بعض
و ليعملا على ذلك في منهاج حياتهما.

القاعدة الثالثة:أيها الزوجان :تعاملا مع بعضكما كالأطفال لا كالرجال؟


اقصد إن الرجل ليتنازل عن كبريائه والمرأة عن عنادها حال الخلاف ولتكونا كالأطفال ما أسرع أن يختلفوا وما أجمل أن يصطلحوا

القاعدة الرابعة: قتل الروتين


نعم اشتركا في قتل الروتين في الحياة الزوجية في مأكلكم ومشربكم وملبسكم وكلامكم وفعالكم و....و.....و في كل شئ اطردا الروتين جددوا حياتكم وغيروا أوضاعكم


القاعدة الخامسة:أيها الزوجان :الرومانسية


لا بد لها من مشكلات زوجيةيعني لا تتصور انك تبحث عن حياة رومانسية وسعيده دون مشاكل؟ هذا خطأ ثق تماما انك لن تكون سعيدا إذا لم تواجهك مشاكل في حياتك الزوجيه؟؟ إنكما لن تشعرا بطعم النجاح حقا إلا إذا اخفقتما قبله ولن تشعرا بقيمة بعضكما وأهميتكما وحبكما إلا بعد المشكله، وهذا لا يعني إكثار المشاكل

القاعدة السادسة و هي القاعدة الأهم في الموضوع
(احرصا على السرية من أجل السعادة الزوجية )اقصد بهذه القاعدة عند الاختلاف بين الزوجين فليحرصا على سرية أمرهما و لا يشعر احد باختلافهما و ليجعلا أسرارهم كأنها أسرار عسكريةفإذا نزلت بكما مشكله فأغلقا بابكما وتفاهما أو تعاركا أو تقاتلا ولا يشعر بكما احد طبعا إلا في الحالات النادرة التي يعجز الزوجان عن إيجاد الحل فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها فاحرصا أيها الزوجان على كتمان الأسرار لا سيما أسرار القتال والشجار؟؟



القاعدة السابعة: ( تصحيح الخطأ واجب والكمال فقط لله )
إذا اعتقدت أن زوجك أو زوجتك كاملة فأعلم أنك وقعت في محظور كبيرو لتضع إمام ناظرك أن كل ابن آدم خطاء، و لكن ليسعى كل طرف في تحسين نفسه إمام نفسه و ليس فقط أمام الآخرين

القاعدة الثامنة:( كن صريحاً تكن سعيداً )


الصراحة في مواجهة ما تكره من شريك حياتك يمن عليك في تجنيب حياتك الغليان الداخلي و الذي قد يؤدي إلى ثوران البركان

و ملاحظة أخيرة أذكرها هنا و هي: ( لتعيشا سعداء تعاملا بالاحترام والحياء ، و أضع خطا تحت كلمة الحياء )


بقلم : عماد كاظم السعدي

الخميس، 6 مارس 2008

ماذا يريد الرجل من المرأة ؟

لقد أثار في ذهني هذا التساؤل أفكارا للبداية
غرور الفتاة وعدم لباقتها
بعض الفتيات يتمتعن بقدرات فكرية وجمالية كبيرة ولكن تلك القدرات لن تنفعها ما دامت متوارية خلف أستار من الغرور الخادع لا تأبه في إبداء تلك القدرات ظانة أن الرجال ينزل عليهم وحي يخبرهم بمشاعرها وقدراتها ففي حديثها كبرياء وفي أفعالها ترفع ؛ لابد أن تميز بين الرغبة الطائشة و المحبة الصادقة و الفتاة التي تتمنى زوجا يناسبها و يكون طوع أمرها تفخر بالانتساب إليه وتسعد بعشرته عليها أن تفتش عنه في نفسها أولا لإيجاد العوامل التي تدفع ذلك العنصر للبحث عنها فالمرأة الماهرة لا تظهر كل ما تريده وتبطن أكثر ما تتمناه . لا تعتقدي أن علمك وحدك يحميك ولا جمالك وحده يعليك ولا حسبك وحده يغنيك ولا ذكاءك وحده ينجيك ، فاعلمي أن تستفيدي من كل طاقاتك لتشكلي سيلا جارفا تغرقين به الرجل وتنسجي من حبال نجاته شراع الأمان والحياة بسعادة . فالرجل يتمرد جبارا ما دامت مشاعره طليقة و يكون كالحمل الوديع إذا كانت مشاعره أسيرة ، فالرجل بحاجة إلى المشاعر الفياضة و إن كان الثوب الزاهي يخدع بصره فإن دفء العواطف تمتلك مشاعره وأحاسيسه ولا يهم الرجل أن يتزوج كتلة صماء من الذكاء تعمل كالحاسب الآلي لا تنطق إلا إذا ضغط على أزرار التشغيل إن ما تبذله المرأة من رقة ومودة لزوجها ينعكس آثاره عليهاوالمرأة مطالبة بالحفاظ على ثقة زوجها وتشعره بالثقة به ولا تحاول تتبع أعماله ومتابعة أفعاله و المرأة الفاضلة تستطيع أن تستحوذ على مشاعر زوجها وتصهرها في بوتقة واحدة ، فما يصدر من مشاعر أحدهما يمثل مشاعر الآخر من فرح أو ترح ، وإذا تقاسم الزوجان العواطف اتحدت نظراتهما إلى الكون ومظاهره ، وتجانست آمالهما واختفت مظاهر النفور والاحتمالات البينية فتقل الخلافات وتختفي المشاكل وتنفجر ينابيع السعادة والاستقرار ويعم الأسرة السكن العائلي .والثقة بين الزوجين من أقوى دعائم استقرار الأسرة وكلاهما مطالب بفرض ثقته على الآخر ، ولن تنجو أسرة من براثن الشك إذا أنشب مخالبه في صفاء العشرة الزوجية وسرعان ما ينتقل الصراع النفسي إلى الأبناء كوني له زوجة وفية مخلصة .. دلليه كطفل رضيع أشعريه أنه الأفضل والأحسن والأمثل . حافظي عليه كما تحافظين على عينيك وفري له السعادة أينما كان . لا تكلفيه ما لا طاقة له به وارضي بما كتب الله لك معه .
كلمات ليست كالكلمات
القلب الذي يمسه الحب لن يموت أبدًا
الحب نبضات قلوب دافئة تعجز الكلمات عن تصوير خفقاتها

الثلاثاء، 4 مارس 2008

سلطان الغرام

لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أنني سأكون مستودعا للأسرار أو محلا لثقة الأصدقاء الأخيار ولم يعرف الكثير منهم ولا أنا لماذا أباحوا لي بمكنون صدروهم من هموم جاثية على قلوبهم إلا أنه لا يجمعنا سوى الثقة و الألفة والتآخي كما أنني أنصت جيدا و استمع بكل جوارحي واعتقد هذا هو ما أهلني لحمل تلك المسؤولية و قد رأيت أن أتناول همسات الأصدقاء و أعيد صياغتها في قصص قصيرة أو خواطر نثرية مع مراعاة أسماء الأبطال الحقيقيين لتلك التجارب لعلنا نرى الواقع بصورة أوضح و بوعي أرحب نستخلص العبر من تجارب الآخرين
و في هذه الأقصوصة المقتضبة الأحداث شبه الواقعية و التي عالجتها بتصرف
نبدأ معا

شريف شاب في مقتبل العمر يجمع عليه الجميع بصفات حسنة يتمتع بدماثة الخلق و الثقافة و الكرم و الهدوء و الذكاء الحاد و كأنه يعرف طريقه جيدا في الحياة فهو بإيجاز سهل هين لين قريب من الناس لا يألو جهدا في مساعدة الآخرين مما ساعده على اكتساب قلوبهم و حبهم له
يعمل صاحبنا في مجال البرمجيات بطموح و باجتهاد منقطع النظير بين أقرانه و قد نال إعجاب الكثيرين من الزملاء و المدراء في الشركة التي يعمل بها ساعده ذلك نظرا لأنه يتمتع بصفات شكلية مميزة و عقلية عملية ممتازة فضلا عن بره لوالديه اللذان بلغا من العمر أرذله و حظي من والديه الدعاء الكثير قال عن نفسه أن هذا الدعاء هو سبب ما فيه من خير وفير و نعم لم يكن يحلم بها بالإضافة إلى حب الناس و كالعادة دائما و أبدا واجه شريف في عمله كعادة الناجحين دائما من يطعنونه في ظهره و يمارسون الخيانة أبا عن جد و قد حاربهم بفضل من الله و نجح في تخطيهم كعادته بأفكاره اللامعة و علمه و ثقافته

و في يوم من أيام العمل المعتادة كان على موعد مع القدر و بينما هو عند مكتب مدير الشركة وقع بصره على هالة فتاة توحي ملامحها بالذكاء و بالأصالة و الوداعة و الثقة بالنفس ملامحها مائلة مميزة و بشرتها برونزية واضحة تنبأ عن قوة الشخصية يبدو أنها كانت في انتظار مدير الشركة كما يبدو أنها ستكون زميلة جديدة في العمل لفتت انتباه شريف فحاول أن يتكلم معها لكنها لم تلتفت كثيرا له و لم تعيره اهتماما سوى نظرة واحدة أحس منها أن عينيها الواسعة بحر متلاطم يحتاج إلى مغامر أو بحار ماهر ليبحر فيهما يستكشف مكنونهما و استشعر أن المستقبل معها في العمل سيكون بين مد و جذب و لم يكن يدري أن عقله فقط تعلق بهذه الفتاة و لكن ما زال قلبه لا ينبض لها كما لم ينبض لغيرها بالرغم من أن الكثير من الفتيات يكنون له كل إعجاب و تقدير ولو حاول الاختيار من بينهن أو فكر فيهن لاحتار فيمن يختار لكن استطاع شريف في نهاية الأمر أن يتعرف على تلك الفتاة التي شغلت عقله لكن لم تحرك في قلبه ساكنا نظرا لملامحها القوية التي تخفي ورائها إما قلبا وديعا رقيقا أو قلبا مثخنا بالجراح أو قلبا قاسيا تساؤل ظل يبحث له عن إجابة و يطارده

لم يشعر شريف مع هالة أبدا بالارتياح مع أنه حاول أكثر من مرة أن يستكشف تلك الفتاة التي شغلت عقله فاستطاع التقرب منها و أن يلمس أوتار قلبها لكنها كانت مغرورة أو أنها كانت ترى الحياة بمنظار آخر فبمرور لفقد شعرت أن شريف إنسان ساحر يمتلك من المهارات الفكرية و الثقافية الكثير و التي يستطيع بها أن يجذب بنات كثر لذا لم تستسلم له هالة عندا فقط و حبست مشاعرها في قمقم و ألقت بها في بحر عينيها التي ظل شريف يبحث عنها متشبثا بأمل أن يجده في يوم من الأيام

ومرت أيام العمل و يزداد شريف تألقا و إبداعا و تمردا على قيود الفكر و قد واجه بعض من فترات التعثر و التصادم مع إدارة الشركة في أحيان ليست كثيرة لكن بعقله كان مدركا و واعيا لما يحاك من وراء ظهره و كأن دعاء و الديه له سلاحه الذي يرد به في نحور حاقديه

نعود لهالة التي كانت على موعد مع قدرها الآخر فالبرغم من تودد شريف لها و تعامله معها بكل حب و تقدير إلا أنه خاف من أن تصدمه أو تكسر بداخله شئ لم يولد بعد فكان ذكيا مدركا وواعيا لأبعاد نفسه و حياته و و علاقاته و يعرف ماذا يريد جيدا لكن كل ما هنالك أن جذبت هالة انتباهه و عقله ولم تستطع اجتذاب قلبه و هناك من فسر ذلك تفسيرا غريبا إلى حد ما و هو أن اهتمام شريف بهالة لم يكن اهتماما لها شخصيا إنما كان اهتماما ناتجا من تجاهلها له و قد ظل ذلك لغزا بالنسبة له يحيره إلى أن عرف السبب و كانت المفاجأة

زميل العمل

كان لشريف زميلا بالشركة أيضا اسمه "خالد" لم يكن يمتلك ربع صفات شريف المعروفة للجميع بل بالعكس لم يكن محبوبا من الزملاء نظرا لخداعه و كذبه و تصنعه في كثير من المواقف و أنانيته الواضحة في الحياة و في العمل لكن كان هناك سرا بينه و بين هالة اكتشفه شريف أو استنتجه من عدة مواقف من خلالها اتضحت الصورة و اتضح معها السؤال الذي كان يحيره وهو لماذا لم يستطع أن يجذبها له مع العلم أنها كان يفكر في الارتباط بها رسميا فلماذا عانده القدر في أمر تلك الفتاة ولماذا أعجبت بزميله خالد كما لاحظ من تصرفاتها و نظراتها له؟ ما الذي شدها إليه ؟ و هو لا يمتلك ربع ما يمتلكه من صفات فإذا كان الإعجاب لسبب فما هو هذا السبب ؟ فلو كان حبا لقلنا معها حق فالمشاعر من الصعوبة بمكان أن تتحكم فيها أو توجهها لكنه بدا إعجابا فما السر ؟

كان لخالد زميله في العمل تدعى منى كانت قريبة منه إلى حد ما تتجاذب أطراف الحديث معه و في أحد أيام العمل كانت منى تعمل في قسم آخر بالشركة فتوجه إليها خالد كالمعتاد و تكلم معها في أمور شخصية و عائلية و اجتماعية بالرغم من أن منى متزوجة و لديها أولاد من هنا بدأت الصورة تتضح معالمها رويدا رويدا عندما نعرف أن هناك بالطبع زمالة عمل أو صداقة بين منى و هالة و يبدو أن منى لم يعجبها حال هالة و بقائها بدون ارتباط بأحد الشباب في الشركة و كانت علاقة منى بشريف ضعيفة بعكس علاقتها بخالد فقامت على الفور بالتوجه لخالد في أحد الأيام و أثناء الحديث المعتاد عرضت مني عليه فكرة الارتباط بهالة و لم تكن تعرف أنها ستندم أشد الندم أن تبرعت بهذه المهمة ولا أحد يعرف إذا كانت هالة على علم بما حدث أم لا؟ لكن شريف كان يشعر أن هناك نظرات غير طبيعية بين جانب هالة تجاه خالد مع أن الأخير لا يأبه لتلك النظرات و من ثم كان طبيعيا أن يرفض الارتباط بهالة تماما و تضايق كثيرا من منى عندما عرضت عليه ذلك و من تلك اللحظة وهنت علاقة منى بحسين و أصبحت مجرد زمالة فقط لا غير

كل تلك الأحداث لم يكن على علم بها شريف إلى أن طلب خالد من شريف طلبا ليس بغريب على مسامع شريف و هو أنه يريد أن يتكلم معه في موضوع مهم و يأخذ رأيه فيه فوافق شريف على الفور كالمعتاد مع كل زملائه و انطلق الاثنان في نزهة خلوية و بدأ خالد يلف و يدور حول موضوع عام و حول العمل و الشركة و الإدارة و كل ذلك لم يقتنع به شريف وانتظر أن يتكلم خالد فقد عرف أن ذلك نوعا من أنواع التمهيد و التقديم للموضوع الأهم ألا و هو عرض منى له للارتباط من هالة و أنه لم يوافق نظرا لأنه يريد فتاة جميلة و لم تكن هالة بالنسبة له سوى بنت عادية بل متوسطة الجمال فلم يأبه لها كثيرا لكنه عندما علم أن هناك من يعرض عليه أن يخطبها ولاحظ نظراتها له ازداد خالد غرورا و تعاليا على هالة كثيرا . . و كانت المأساة
فما أن علم شريف بتلك القصة الفاشلة و التعقد العاطفي بها شعر أنه ليس في مكانه المناسب و أن اختياره لم يكن موفقا فنأى بنفسه عن تلك الإشكالية و هو حزين ليس على حسين إنما على هالة التي توهمت بارتباطها بخالد و لا تعرف أنه لا يأبه لها و لا يعيرها نظرة اهتمام واحدة من هنا كانت المشاعر متضاربة لدي شريف هل يقسو على هالة لأنها وقعت في دائرة الوهم بنفسها أم على خالد الذي ازداد غرورا و صلفا معها و هل هي تستحق ذلك أم لا ؟
ومما يثير الدهشة أن خالد ارتبط بفتاة أخرى و عقد العزم على الزواج سريعا و مع ذلك ما زالت هالة تشعر بميل تجاهه من هنا أيقن شريف أن هالة تستحق النظرة التي ينظر بها إليها حسين و علم أن ما هي فيه إنما هو سلطان الغرام الذي لا تستطيع أن تنفك أو تفر منه

ماذا تفعل لو كنت مكان شريف ؟
و ماذا ستفعلين لو كنت مكان هالة؟