الاثنين، 10 مارس 2008


الرجل الأجمل

قالت: إذا تقدّم العمر بالفتاة دون زواج، فقد لا يعني هذا ندرة الفرص التي أتيحت لها بالضرورة، بل قد يعني كثرتها

قلت: كيف ذلك؟قالت: تبدأ الحكاية برفض الأول فالثاني لسبب أو لآخر، ثم تتوالى السنوات ويزداد وعيها بالمقابل فتتعقد شروطها، ليصبح الرفض هو الأساس أمام تواضع المواصفات المتوفرة في المتقدمين

قلت: وماذا يمكن أن تشترط الفتاة فيمن تختار سوى ما هو متعارف عليه من مزايا، مثل الثقافة، الأخلاق، الوضع المادي المقبول

قالت: هذه شروط منطقية، لكنها غير كافية

قلت: تقصدين إذن الحب، أو شيئاً من الانجذاب وغيره من الأمور الجميلة العصية على التفسير

قالت: حتى هذه ليست كافية، الحب فكرة.. حالة مؤقتة.. ولمعلوماتك، بعض الحب له تاريخ صلاحية.. قد ينتهي في الشهر الأول، في العام الأول، في العقد الأول.. لكنه ينتهي أو قد تحب الفتاة رجلا لا يحبها أو لا يلتفت إليها أو قد تقع في حب رجل متزوج وهذا من الغباء و من أقسى ظلم النفس للنفس و قد لا تلتفت لرجل آخر يرغب فيها و يحبها و يكون الأجمل.. و تلك هي المأساة!!!!قلت: هذا كلام مريع، لكنه مثير وجديد، ويدعو للتأمل حقاً*******

قالت: أنا لم أتوصل إليه إلا بعد تأمل طويل، لذلك دعيني ألخّص لك شرطي في الرجل الذي أختار

قلت: تفضلي

اعتدلت في جلستها لتقول: من أسمح له بتولي مقعد القيادة في حياتي، يجب أن يكون سائقاً ماهراً، حاذقاً، يقظاً إلى حد يسمح لي أن أستغرق في غفوة مريحة وأنا بجانبه وكلي ثقة أنه لن يدخل بنا في حائط... أو يهبط بنا في واد! سائق يتعامل مع مطبات الحياة بهدوء وتوازن، يعرف متى يفترض أن يخفف السرعة، ومتى يجب أن يتوقف تماماً.. يحترم الإشارات.. ويفهمها
قلت: تبدين وكأنك مسؤولة في إدارة السيرقالت: الحياة الزوجية مثل رحلة في سيارة، صدقيني، بعض النساء يجدن أنفسهن خارجها فجأة في حادث مروع.. لينطلق هو وحده نحو غابة بعيدة! وبعض الرجال لا يسمحون للمرأة ولو بإغماضة بسيطة خلال الرحلة، لأن نزقهم وتهورهم يدفعانها لأن تبقى متيقظة دوماً.. واعلمي أن توق المرأة للاسترخاء والتقاط الأنفاس في مشوار الحياة، هو توق لا ينطفىء مهما أنجزت.. لكن ذلك لا يتحقق لها إلا في كنف رجل قادر على تولي الأمور بنفسه وباقتدار، لأن حالة التنبه واليقظة الدائمة يقتلان في المرأة الشيء الكثير.. وأسوأ الرجال من يتركها هي تتولى القيادة لتدني كفاءاته.. ويظل جالساً بجانبها يزعق ويثرثر ويحذر من مخاطر الطريق، الحقيقية منها والوهمية*******
قلت: وماذا عن أسوأ النساء؟
قالت: أسوأهن من تكتفي بالنوم طوال الرحلة.. لأن المرأة الذكية هي التي تتهيأ لتولي القيادة إذا تعب هو
قلت: كلامك قد يثير غضب بعض النساء الشغوفات بمواقع القيادة
قالت: حتى أولئك يحلمن برجل ما.. لكن صدقيني، عند النساء عموماً، فالرجل الأقدر على توفير الأمان للمرأة، هو الأعظم والأجمل والأشد جاذبية.. والأندر وجوداً
إحدى المقالات الرائعة التي كتبتها الإعلامية الأردنية (د. لانا مامكغ) بعنوان الرجل الأجمل

هناك 6 تعليقات:

إيمان يقول...

أنا قرأت المقال ده قبل كده هو مقال رائع بس السؤال ...أدى اية نسبة الشباب المسئولين دلوقتى ممن يستطيعون حسن القيادة ويشعر زوجته بالأمان
نسبة كبيرة جدااا فى الوقت لا يستطيعون تحمل المسئولية...ضائعين ... لا يعرفون ماذا يريدون
نماذج كتير اسمع عنها من صديقاتى وقريباتى عن أشخاص ارتبطوا بهم لم تستمر الخطبة بسبب عدم تحمل المسئولية وأخرين يرفضونهم لنفس السبب
أذن هذا المعيار مش سهل تجده ...أصبح السهل الممتنع

tharwat يقول...

الإشكالية يا إيمان هي أن القيادة و غيرها من أمور القدرة على تولي دفة السفينة بإحكام و شعور ركابها بالأمان لا يأتي هذا الإدراك في البداية عند الاختيار للبنت فهو اختبار الحياة كما أن الشباب ينقصه الخبرة وبالفعل لا يعرف ماذا يريد؟
الشباب عموما ما زال ينقصه الثقافة الأصيلة و الدين الراسخ و العقلية المستنيرة في ظل مجتمع مشتت و ثقافته أصبحت أوهام بدون أصول
العودة للأصول السليمة هي الحل و ليس ذلك دعوة للأصولية المتشددة كما قد يفهمه البعض
هدانا الله جميعا

نبضات يقول...

صباح معطر بالورد والياسمين
اولا : مقاله جميله وفعلا اكثرالبنات وليس الكل الان اصبحوا اكثر علما وثقافه وبالتالى اصبح الجواز بالنسبه ليهم ليس مجرد تاييد فى دفتر الماذون أو حياه جديده وخلاص ولكن ... اختيار شريك فى مشوار الحياه الطويل وليس معنى عدم جواز الفتاه لسن متاخر ان محدش بيتقدم ليها
ولكن فى اغلب الاحيان بيكون انها لم تجد بعد وفقا لثقافتها وفكرها انسان يشاركها حياتها وليس وفقا للمعايير الناس العاديه
فهم فتيات مختلفه وبالتالى مش بتقدر تتجوز انسان عادى لابد ان يكون مختلف مثلها بعيدا عن الفكر والمعايير التقليديه فى الاختيار التى يتبعها اغلب البشر

ثانيا : شكرا على زيارتك لمدونتى وانا اول ماشفت تعليقك عندى ضحكت لانى دخلت مدونتك من فتره عندما عجبنى راى لك فى مدونة تسابيح فدخلت استكشف المدونه وعجبنى فكرها الراقى واسلوبك فى الرد على التعليقات ثم دخلت البروفيل بتاعك الذى يعطى نبذه عن الشخصيه صاحب المدونه فوجدتك نفس البرج بتاعى ففكرت ان اكتب لك تعليق واعلق عن العلاقه بين تشابه البرج واسلوب التفكير والافكار لحد ما وبخاصه الكتابه برقى وبعمق ولكن كان وقتى ضيق فلم اعلق فاول ماشهدت تعليقك عندى تعجبت انه قريب من نفس التعليق اللى كنت سوف اكتبه عندك لحد ما

تحياتى
سعيده بمعرفة مدونتك

عندما انتهيت من صنع سفينتى..جف البحر يقول...

مساء الخير يا استاذ ثروت
انا اعتقد انى اول مرة ادخل منظومتك الرائعة دى
ولفت نظرى اخر بوست
رائع بكل المقايس موجوز للواقع بس هقولك المشكلة مش فى السائق والى معاه ولا توافر العربية يا ثروت للأسف المشكلة بتكون لو حد وقت وطلب منه يركب او إشارة مرور فتحت فجأة و واحد طلع يعدى من الطريق مرة واحدة
كل الحلجات دى يا ثروت للأسف ممكن تسببلك ربكة وانت بتتعامل معاها
الموضوع جدير بالاهتمام والقرأءة مرة تانية بس متزهقش منى لو علقت على المضوع تانى بعد ما افكر شويا كمان

tharwat يقول...

أولا: نبضات حللتي أهلا و نزلتي سهلا بمدونتي المتواضعة أشكرك من سويداء القلب على تعليقك و رأيك الذي اعتز بها كثيرا
الزواج قضية كبرى تحتاج لقرار مصيري يتم أخذه بتأني و روية و الفتاة مثل الشاب في الاختيار بل في رأي أن العبء و المسؤولية تقع بصورة كبيرة على الفتاة في هذا الزمن فكما أن الرجل تغيرت أفكاره و سلوكياته و ثقافته كذلك المرأة و للأسف أقول أن الاختيار ليس هينا فالثقافات و المفاهيم انقلبت رأسا على عقب و غاب العقلاء وانتشرت المادة و فرضت نفسها بقوة
فغابت الحكمةو العقل و الأخلاق و ضعف الدين فاصبح الاختيار صعب جدا لذلك لابد في المحن و الفتن تلك أن نلجأ إلى الله ليرشدنا طريق الصواب
ثانيا : لقد نلت قصب السبق في التعليق عن مدى التشابه في مدونتينا اعتقد ان برج الميزان و الحصان قد تركا بصمات الجمال المعروف بها فالأدب و الفن لعبة الميزان
قرات أفكارك قبل أن تكتب و هذا فأل حسن
على فكرة قرات كثيرا في الأبراج و سأدون شيئا عنها بإذن الله
لا تحرمي مدونتي من زيارتك

tharwat يقول...

انتهت السفينة و لم يجف بحرك بالكلمات الرقيقة مثلك أشكرك من كل قلبي على تعليقك الرائع بمدونتي الصاعدة فما زلت سمكة صغيرة وسط الحيتان المدونيين
تعليقك مميز وملفت للانتباه و خصوصا المفاجأت التي تعودنا عليها منك من جفاف البحر لظهور شخص يقطع طريق المرور فجأة في حياتنا
اقري البوست ثلاث مرات أفضل من قراءة ثلاثة بوستات
وكلي عيون قارئة و آذان صاغية مصغية و قلوب واعية
اكتبي ما شئتي وقتما شتت و كيفماشئت
فنحن مدونون أحرار في الفكر فلن نتضايق أبدا من كلماتنا
و منتظر قراءتك الثانية للبوست
أهلا و سهلا بك دائما أبدا في مدونتي