كان لقاء ودودا كالعادة ما زلت أتذكره منذ أيام الجامعة التي لم و لن أنساها، لم أكن أتخيل أني سأراه بسهولة كما في الأيام الخوالي و أتحاور معه و أسمع ضحكاته الساخرة مرة ثانية لقد عادت روحي إلى مسراها الطبيعي عندما رأيته فهو أستاذي و أخي الأكير ووجهة نظري و منطقي الذي أتحاور به
كنت حريصا على أن أسمعه بملء عيني قبل أن أراه بأذني لذلك سقطت مني بعض كلماته الأولى نظرا لأني كنت حريصا على أن أراه قبل أن أسمعه دائما كنت أرى جزءا من حياته في حياتي و قد ذكرت له ذلك فتملكته الدهشة ثم قال انا "مستخسرك في تخصصنا لابد أن تكمل طريق العلم فلا تكتفي بالعمل وحده ازدد علما و اقرأ كثيرا فمن يعرف ماذا تخبئ لنا الأيام؟"
باختصار لقد قابلت أحد الأعلام المجددين الثوار في تخصص المكتبات و المعلومات في مصر و الوطن العربي
إنه أ. د. زين الدين عبد الهادي الروائي و الكاتب الصاعد الواعد اللامع أيضا في مجال الرواية العربية
على مدار أسبوع تقابلنا و تحاورنا في أمور شتى منها روايته الأخيرة الثائرة و التي بعنوان "دماء أبوللو" تلك الرواية التي أثارت الكثير من الأفكار و المفاهيم في عالمنا العربي الآن و في مصر على وجه الخصوص
لقد قام الكثير من النقاد بعرض الرواية و تحليلها و يمكن قراءة تلك العروض على الإنترنت و لمزيد من المعلومات يمكن زيارة المدونة التي يحررها د. زين باسم تسابيح
لكن باختصار أرى أن تلك الرواية تصلح لكل بلد عربي فمن الممكن تشبيه أحداثها في عصرنا أيضا الحالي و إن كان بها إسقاط للميثولوجيا لكن ميثولوجيا عصرية من نوع جديد و حرب حزيران لم تكن في مقدمة الأحداث بل إن تقنية الفلاش باك ساعدت كثيرا في جعل أحداث الحرب في خلفية الرواية و يصف مؤلفها الرواية باختصار إنها "رواية عن موت المدن و تشوه الأطفال"
لقد قرأت ردا للكاتب و الروائي الكولومبي الشهير ماركيز Gabriel José García Márquez) (ولد في 6 مارس 1927) عندما سأله أحد النقاد الإسبانيين عن روايته الشهيرة مائة عام من العزلة فقال
".... أعتقد أن القارئ لا يحتاج إلى من يقص عليه مآسيه و اضطهاده و غياب العدالة الاجتماعية إنه يعرف كل هذا و يعاني منه يوميا إنما هو بحاجة إلى أدب جديد ففي الأدب الجديد تحريض و توعية "
سأكتفي بذلك العرض البسيط لتلك الرواية الرائعة و الممتعة التي ستشد القارئ إليها منذ أول كلمة إلى آخرها
كان مقر د. زين في الشارقة التي احتضنته من أجل مؤتمر حول استخدام معيار ساربنيز ـ أوكسلي وأثره على قطاع التدقيق المحاسبي والمراجعة الداخلية بالعالم العربي"و كان على هامش تلك الزيارة ندوة عقدت باتحاد كتاب الإمارات عن روايته الأخيرة دماء أبوللو
لقد كان معنا على مدار يومين من جيل الرواد الأوائل في تخصص المكتبات و المعلومات الأستاذ الدكتور محمد محمد الهادي أطال الله عمره
وكان معنا أ. عاطف عبيد المعروف باهتمامه بتطبيقات تكنولوجيا المعلومات في مجال المكتبات و كذلك أ. زياد عبد الله الكاتب بجريد الإمارات اليوم و محرر موقع أكسجين على الإنترنت
وكان برفقتنا أ. أحمد ناجح المهتم بتكنولوجيا المعلومات و المكتبات و تناقشنا كثيرا عن المشهد الثقافي العربي خصوصا في الأدب و كتابة الروابة و مدى تاثيرها في في الفكر و الثقافة العربية الآن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* عودة الروح اسم رواية للكاتب الكبير توفيق الحكيم نشرها عام 1933 و مهد بها لثورة يوليو 1952 لذا يعد الحكيم الأب الروحي للثورة
وروايتنا دماء أبوللو متأثرة بالحضارة و الأساطير اليونانية مثل ما تأثر بها أيضا الكاتب الكبير توفيق الحكيم عندما شاهد الفن و الأدب بفرنسا متأثرا بالحضارة و الأساطير اليونانية
هناك 6 تعليقات:
يسعدنى أن أكون أول المعلقين....وأكمل معك الحكاية والقصة...لقد أحببت هذا التخصص من أستاذى دكتور زين
ومازلت مدينة له بالفضل والعرفان
ولا يمكن أن أنسى ولا هو كذلك لا ينساه
أول يوم أتلتقيت به وكنت زاهدة يائسة من تجربتى مع كلية التربية
كما لا أنسى أبدا أن أجمل وأمتع المحاضرات التى كنا نحضرها كانت له
وفقه الله ووفقك يا ثروت ووفقنا لكل خير
تحياتى
أشكرك يا إيمان
لتعليقك السريع بالمدونة فهذا ليس غريبا عليك
كان أول لقائي بالدكتور زين منذ 11 عاما لذا اعتقد أن ارتباطي قويا منذ أن حصل على درجة الماجستير و على فكرة لم يتغير د. زين كثيرا ما زال
يتمتع بروحه الساخرة التي تبعث على الدهشة و كذلك ضحكاته المميزة
أما لقائي به مؤخرا بالشارقة كان بمثابة عودة للروح و للذكريات الجميلة
وفقه الله و متعه بالصحة و العافية
متشوقه جدا لقرائه روايه ابوللو
دكتور زين رغم عدم معرفتى به الا من خلال الصداقه الافتراضيه التى تجمعنا فى عالم التدوين ولكن بحس انه انسان فيلسوف ومتامل فى الحياه... شخصيه مميزه فعلا سعدت جدا بعرفتى به وبمدونته تسابيح وبصراحه بحسدك على صداقتك به فى التدوين وفى الحياه وربنا يديم بينكم الصداقه واتخيل ان محاضراته فى الجامعه كتير جميله ومشوقه وممتعه و كنت اتمنى ان اكون فى يوم من الايام احد طلابه لاستمتع اكتر بكلماته ومعرفته وتاملاته فى الحياه
تحياتى
تصحيح اقصد رواية دماء ابوللو
الرواية من دار نشر ميريت 6ش قصر النيل
إن شاء الله هتعجبك لأنها أحداثها مشوقة منذ البداية و ينبغي أن تقرأ دفعة واحدة لكي لا تهرب منك الأحداث
و أتمنى أن يكون عندك وقت فراغ للقراءة
أكيد يعنى مش قرائها فى الوقت الحالى وانا مش قلت انى حقرائها الان انا قلت انى متشوقه لقرائتها واكيد ستكون قرائتها بعد الامتحانات اما عن مكان شرائها فانا عارفاه كويس واشكرك على المعلومه
تحياتى
إرسال تعليق