الخميس، 28 مايو 2009


الضغط النفسي
Stress
قررت أن اكتب بضع كلمات عن أزمة حادة تعصف بنا جميعا وهي إنهاء خدمات الإنسان من عمله مما تسبب عنها الكثير من الاضطرابات النفسية المدمرة
فما هو التحليل النفسي لتداعيات الأزمات و الضغوط النفسية في حياة الإنسان ؟
يعيش الإنسان الآن في ظل اضطرابات نفسية موقفية مؤقتة تظهر نتيجة مشكلات حياتية مثل طلاق أو فصل من العمل أو كارثة انهيار منزل أو زلزال ... إلخ. و قد سميت بهذا الاسم للدلالة على أنها اضطرابات انفعالية مرتبطة بضغط بموقف ضاغط ثم هي مؤقتة لأنها تزول بعد معالجة الموقف الذي أثار الضغط الانفعالي و التغلب عليه
يستخدم علماء النفس في بعض الأحيان مصطلح Stress الضغط بوصفه يعني حالة من الاضطراب الانفعالي أو عدم التوازن النفسي وكأنه الضغط خاصية تكمن في الفرد ذاته و تستخدم هذه الكلمة لكي تشير إلى مجموعة المتغيرات الخارجية التي تمثل تهديدا للمرء وتؤدي إلى اضطراب سلوكه فالكلمة لا تشير إلى الاضطراب في حد ذاته و إنما إلى الهموم التي تثقل كاهل المرء و تفجر الاضطراب السلوكي لديه
ومن الشائع أن يواجه كل فرد منا في حياته اليومية عددا كبيرا من المواقف الضاغطة الحقيقية مثلا قد يصحو المرء في الصباح فلا يجد ماء للاستحمام أو يفاجأ بانقطاع التيار الكهربائي و عندما يذهب إلى عمله يعاني من ازدحام المرور أو من مشكلات في العمل فإن عاد إلى بيته فاجأته الزوجة بطلباتها كل هذه المواقف عامة وشائعة في حياتنا اليومية حقيقة أنها تسبب الضيق و الإحساس بالقرف و لكنها سرعان ما تزول و تنسى و نتكيف معها و نعتاد عليها
بالإضافة إلى هذه المواقف البسيطة فهناك مواقف أخرى أشد حدة كأن يتعرض أحد أفرد الأسرة لمرض شديد أو لعملية جراحية خطيرة أو قد يفصل المرء من عمله أو يتعرض لكارثة مالية أو خلافه و هي مواقف لا يستطيع أي منا تجاهلها أو التكيف معها بسهولة و بالتالي فهي مواقف قادرة على تفجير اضطراب سلوكي قد يكون حاد أو يدوم لفترة طويلة ولا شك أن التركيب النفسي للمرء متغير أساسي في تحديد ما إذا كان الموقف ضاغطا أو غير ضاغط فبعض الناس لديهم القدرة على مواجهة أعنف المواقف و التعامل معها بكفاءة و معالجة الأمور بقدر كبير من التوازن النفسي في حين أننا نجد أناسا آخرين سرعان ما يصابون بالانهيار التام أمام مواقف تافهة و بسيطة فهناك إذن فروق فردية كبيرة في رؤية مواقف التهديد هذه و القدرة على معالجتها و المكتئبين عادة يرون في حياتهم اليومية مواقف ضاغطة أكثر مما يرى الأسوياء يشير الضغط هنا إلى التغييرات التي تحدث في حياة المرء وتؤثر على صحته الجسمية و النفسية ولاشك أنه من الملاحظات العامة أن مثل هذه الضغوط مثل فقدان العمل أو الفصل من المدرسة أو الخسارة المالية الكبيرة أو الطلاق أو موت أحد الأقارب ... إلخ. تؤدي أحيانا إلى أمراض جسمية أو اضطرابات انفعالية
لكن هناك نوع تكون فيه حياة المرء تسير رتيبة ناعمة دون تغيير يذكر فالمشكلة ليست فقط البناء الداخلي للشخصية وما يحمله من تناقضات و صراعات داخلية بل إن مواقف الحياة الحالية وما تحمله من ضغوط انفعالية و أحداث مأساوية من الممكن أن تهز هذا البناء وتؤدي إلى تصدعه إن لم تؤد حتى إلى انهياره تماما
هذا ما يفسر إلى شيوع الاكتئاب في حياتنا المعاصرة ذات الإيقاع السريع و التغير المستمر و التقلبات الحياتية الضاغطة و الصراع المتواصل مع الظروف الصعبة التي تتطلب قدرا كبيرا من التحمل النفسي .

فما هي أعراض التكيف العام الأعراض السيكوسوماتية بوصفها ناجمة عن الضغوط الانفعالية ؟


1- هناك أولا استجابة الإنذار Alarm Reacting حيث يستجيب المرء لأي مواقف انفعالي ضاغط ببعض التغيرات الجسمية و البيوكيميائية و هذه التغيرات تكاد تكون واحدة مهما تنوعت هذه المواقف أو اختلفت
2- فإذا استمرت هذه المواقف لمدة طويلة تظهر مرحلة سماها بمرحلة المقاومة Resistance Stage حيث يقاوم المرء الموقف وتختفي استجابة الإنذار هذه و تتم المقاومة هذا الموقف عن طريق النشاط الزائد لمقدم الغدة النخامية و كذلك القشرة الإدرينالية حيث يزداد افرازهما لمركبين كيميائيين هما الأدرينوكورتيكو تروفين ATCH و الكورتين و يساعد هذان المركبان الكائن على التكيف مع الموقف وتعود العمليات الفسيولوجية إلى وظائفها العادية
3- فإذا استمر الموقف الضاغط لمدة أطول وصل الكائن إلى نقطة عجز فيها عن استمرار المقاومة فيدخل في المرحلة النهائية وهي مرحلة الإنهاك حيث تعجز الغدة النخامية و الغدة الإدرينالية عن الاستمرار بمعدل النشاط ذاته فتنتهي المقاومة و ينهار المرء و تعاود الأعراض الظهور من جديد بصورة أشد و أخطر

لذلك نجد الأشخاص الذين يتعرضون في حياتهم لتقلبات كثيرة تتطلب إعادة التكيف باستمرار يعانون أكثر من غيرهم من تلك الأعراض التي تكون مدمرة في بعض الأحيان.

نهاية الخدمة

أزمة مالية و اقتصادية حادة أصابت العالم كله وضربته في مقتل وكان الموظف هو ضحية هذا الانهيار الفظيع
لذلك لكل موظف أقول له تذكر انك في معادلة والإسلام كله معادلات سأكتب عنها في وقت لاحق إن شاء الله
المعادلة الأولى
وهي
خلقت في بطن أمك ترزق من باب واحد
ثم ولدت ترزق من بابين
ثم عشت ترزق من أربعة أبواب
ثم إن مت رزقك الله من ثمانية أبواب (أبواب الجنة)

و يقول عمر الخيام
كل من أدرك أسرار الدنى يستوي الحزن لديه و السرور
لا يباهي بسرور إن أتى لا، ولا يأسى لويلات الثبور
وبما أن زمانا لم يدم أبدا بالخير لا أو بالشرور
فلتكن يا دهر داء مزمنا أو دواء كيفما شئت تدور

هناك تعليق واحد:

tareqe el3lamei يقول...

يا أخى كل هذه الأزمات ما هى إلا اختبارات ومن يقدر عليها فهو الفائز