الخميس، 15 يناير 2009

نحو التغيير

" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " سورة الرعد 11
لقد حان الوقت لأولئك كي ينهضوا
يقولون : هذا يكفي إننا لا نريد أن نعيش في ظل الفشل ثانية بل نطمح أن نكون ناجحين مثل الكثيرين الذين طالما حققوا نجاحات عديدة
تقول : هذا يكفي أن أظل حبيسة أفكار سوداء من الماضي فلا أسير يمنة أو يسارا أو بالأعلى أو بالأسفل أو على الجدران إلا و أرى شبح الماضي البغيض و ظلام النفس الحالك فيقض مضجعي و يسرق أحلامي و يقتل خلايا الفرح بداخلي
لم كل ذلك ؟ و لماذا استسلم و أنا معي ربي سيهدين و بأي حق أكون أسيرة لتلك الأشباح اللعينة و أنا في واحة الإيمان
لم القلق و التوتر و الخوف و الله تعالى يقول "و هم من فزع يومئد آمنون" "لا يحزنهم الفزع الأكبر"
فإذا كان الفزع في الآخرة أكبر و أشد و نجى الله المؤمنين منه بالإيمان و التقوى فلماذا لا أستعين بقوة إيماني و نفسي و قدراتي الإيمانية لأزداد ثقة بنفسي و أكون قادرا على مواجهة تلك الترهات و المنغصات التي أحالت حياتي إلى جحيم
إن نفسي و ذاتي أغلى ما لدي ولن أفرط فيها بعد اليوم و لن أدع للشيطان و لا لغيره عليها سبيل
تغير فالتغير هو الشئ الثابت الوحيد في حياتنا




عادات سيئة

إن العادات السيئة التي نعيشها هي التي أودت بحياتنا و لا بد أن نتخلص منها
العادة السيئة الأولى : الاعتماد على مشاعرنا و أفكارنا القديمة التي برمجنا عليهاأهلنا و مجتمعنا افعل ولا تفعل قل ولا تقل ولم يهتم أحد بمشاعري في يوم من الأيام
العادة السيئة الثانية : الكذب (أكذب كثيرا على نفسي و لا أواجه الحقيقة وأهرب منهاو لا أعالجها ولا أعرف أين تقع مكامن الخلل) وأاقول لذاتي انا لست مريضا ولا داعي لتلك الكلمات الجوفاء عن التغيير ) فن تتغير أبدا بتلك العادة
العادة السيئة الثالثة : عدم الرغبة في التغيير نحو الأفضل و لو وجدت الرغبة لا توجد الإرادة و الإصرار نحو التغيير مهما كلف من أمر
العادة السيئة الرابعة : تبني مبدأ الرفض التام أو الموافقة التامة (كثيرا ما نقول نعم في أمور كثيرة أو نقول لا بدون إعمال العقل للتحليل و النقد )
العادة السيئة الخامسة : عدم الاتزان في المشاعر (نحب بقوة و نكره بقوة مما يكون له تأثير سلبي كبير في الحالتين ولا نتذكر ما ورد في الأثر أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما و أبغض بغيضك يوما ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما . فكلمة عسى هي الاعتدال في المشاعر و هي التوقع و هي الحلم والصبر و التي لم نلتزم بها)
العادة السيئة السادسة : العيش في ظل أحداث الماضي أيا كانت ماهيتها (التركيز على الماضي بسلبياته و استجرار الشحنات السلبية منه دائما و خصوصا عند الانفراد بالذات وغالبا قبل النوم فيقض التفكير مضجعك)
العادة السيئة السابعة : المبالغة في اتباع صوت العقل فقط أو القلب (نكون عقلانيين لدرجة القسوة حتى على أنفسنا و نصبح كالآلات صماء نعمل في صمت بدون اي مشاعر و العكس على الجانب الآخر نعتمد في كل حياتنا على الحب و الكره و العاطفة و القلق و التوتر و الاكتئاب و حب التملك و السيطرة و و و إلخ. و هذا أغلب الناس نظرا لاحتلال العقل الباطن الكثير من حجم العقل و لم نتعود على التحكم في العقل العاطفي أو الباطن أو مكمن المشاعر)

هذه العادات السيئة لاتقود إلا إلى الفشل و الدمار النفسي
إننا عندما نكبت مشاعرنا نزيد من قدر توترنا الأمر الذي يؤثر على صحتنا سلبا و اضطرابا داخليا من شأنه أن يؤثر كذلك على ما بداخلنا فسيولوجيا بطريقة مؤلمة جدا
لذا من الأفضل أن نتسامى بتلك المشاعر و نحاول التعبير عنها بشكل سوي فالمشاعر المكبوتة تؤدي إلى الإحباط و التقوقع داخل الذات و النقطة الحاسمة فقدان القدرة على ضبط النفس
مستويات مرتفعة من الإحباط عدم تقدير الذات مستويات مرتفعة من الغضب و تقلب الحالة المزاجية – احتقار الشخص لذاته
لابد من الصدق مع النفس و مع الآخرين في كل شئ و هذا بدوره سيؤدي إلى نحرر أنفسنا من مشاعر التوتر غير المفيدة و نمحو الكذب الداخلي من أنفسنا فنحظى باحترام و تقدير الآخرين لنا و سوف نساعدهم لو لم نخدعهم فسيثقون فينا أكثر بالتالي سيعرفون مدى قربك منهم و أنك أكثر حرصا عليهم من الذي يكذبهم و يجاملهم

نشعر أننا في حال أفضل لأننا نعرف أننا على حق نزيد من احترامنا و تقديرنا لأنفسنا نشعر بالارتياح النفسي و بالتالي بأننا أشخاص أسوياء إن هناك أشياء في حياتنا تعترض طريقنا لكي نكون أحرارا علينا أن نتعلم كيف ننطلق في الحياة و نتغلب على كل ما يعترض طريقنا فنرفض التفكير في مشاعر الألم الماضي فالطاقة التي تهدر في استجرار الماضي تمنع من الاستمتاع بالحياة و باللحظة الحالية التي أنت أولى بها من غيرك

تسائل ما هو الشئ الذي يجب علي نسيانه من اليوم ؟

هل أقوم بتفريغ الشحنات السلبية التي بداخلي ؟

أننا لا نعيش بمنأى عن غيرنا فنحن وسط (الوالدين – الأصدقاء – الجيران – المقربون – زملاء العمل – شريك الحياة ... ) و أنه ينبغي أن نتحلي بالصدق مع الآخرين و مع الذات فهناك أناس تحب أن تعيش في ظل أحداث الماضي و آثاره و يعتقدون أن استعادة أحداثه و العيش في كنفها بالفكرة الجيدة فبالنسبة لهم يعتبر العيش في ظل أحداث الماضي بمثابة الأمر الذي ينقذهم من العيش في طي النسيان الذي يواجهونه في المستقبل لكن نظرتهم تلك يمكن أن تؤدي بهم إلى الإنزواء و الانغلاق على ذاتهم فلا يجنون سوى الخيبة و الفشل من كثرة الإشارات السلبية التي يوجهونها إلى أنفسهم


أديروا ظهوركم للماضي و ابدأوا الحياة من جديد
اشربوا الماء و شموا الورود (ألا ترون أن المريض نعطيه ورودا و البائس و المكتئب و المضطرب و المفزوع نعطيه ماءا ليشربه)
تنفسوا هواء نقيا غيروا أفكاركم السلبية قاوموا كل من يثير توتركم و قولوا لأنفسكم كل صباح لن يستطيع أحد أن يوترني أو يقلقني اليوم
"عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له" رواه مسلم .
تعلموا يا أخوان من رسول الله كيف يكون التوازن النفسي
صلى الله عليه و على آله و سلم تسليما كثيرا

إلى الملتقى

لك الله يا غزة

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدقت وصدق قلمك فى التعبير الرائع بكلمات ترسم الواقع،لك تحياتى وفى أنتظر المزيد من الابدعات

tharwat يقول...

و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته تحية من عند الله مباركة طيبة
جزاكم الله خيرا على قراءة المدونة و لعلها تترك أثرا طيبا في النفس و شكرا جزيلا على تلك الكلمات الراقية حتى ولو من مجهول
و أعدك بالمزيد في مقايل وعدكم بالتواصل

نبضات يقول...

عليه الصلاة والسلام
الاراده كنز لما امتلاكها ونمها بداخله
والسعاده والنجاح اختيار واراده فى عدم الاستسلام لاى شىء فى الحياه من فشل او تعاسه او اى شىء يسلبنا ارادتنا

والامل هو مفتاح الحياه والايمان انه لايوجد مستحيل

أسعد الناس ...ليسوا من يملكون الأفضل من كل شىء ...وإنما هم من أستخرجوا الافضل مما مر فى حياتهم

المهم هو طريقه التفكير الايجابى والايمان بان يبدأ التغيير من انفسنا وعدم الاعتماد على ان ياتى التغيير من خارج انفسنا والتغيير لاياتى بسرعه ولكن يحتاج اراده وصبر وصدق مع النفس

فاالحياه اختبار ....والقرأن والسنه دستور للحياه


تحياتى
بوست مميز

tharwat يقول...

تحية لتعليقك فهو مكمل لما في البوست بالفعل التغيير يحتاج إلى إرادة و رغبة حقيقة و صبر و صدق مع النفس و ليتنا نعتمد على القرآن و السنة كدستور حياة
المهم أن ندرك و نعي و نتدبر و نعمل
تعليقك مميز أيضا
شكرا جزيلا لك

غير معرف يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أقوى تعبير :

اقوى تعبير ورد في هذه الخاطرة(الامر الوحيد الثابت في حياتنا هو التغيير)
نعم صدقت أناملك. و لنعلم جيدا : أن المواقف الصعبة هي التي تحتاج منا موقفا حازما لشحذ كل الطاقات اللازمة لخلق ارادة فولاذية تقود للتغيير..
جاءت هذه الخاطرة في وقت نحن في أمس الحاجة اليها ..
فنحن خارجون من حرب الى شبه هدنة و للاسف يا أخي العزيز قد اعتدنا بعد كل مجزرة و حرب نخرج منها جارين فيها أذيال خيبة الامل و الذل و احتقار الذات دس رؤوسنا تحت وسائدنا لنغط في سبات يمتد سنين عدة حتى نفيق على دماء مجزرة أخرى. في الوقت ان هذه الهدنة هي الفرصة الحقيقية لنقف وقفة مطولة و جازمة مع النفس لنغير ما في نفوسنا و نعد العدة عسى أن يغير الله حالنا. كل محطة وقوف ليست للاسترخاء فقط.. بل للتغيير.. و ما هو آت أصعب .. لذا فهو الاجدر بنا أن نحفز عقولنا لاقصى مستوى حتى نقوم بالتغيير المنشود لما سنواجهه مستقبلا من تحديات.. أليس ما نراه اليوم ينبأ عن صعوبة ما سياتي؟؟؟
سؤال:
متى ستتحقق النبوءة عن نهاية هذا العالم ان لم نتغير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

و صدقني كل هذه المشاهد محبوكة بشكل متقن من الخالق جل علا اسمه . فما ابتلينا الا لنفيق لا لنغرق . و هذا من فضل رحمة الله جل و علا
فرب مصائب تكون لنا أجل نعمة .. و لنعلم جيدا أن تلك المصائب حي محفز للتغيير و ليس للنوم حتى الثمالة.
و (تلك الايام نداولها بين الناس)
اللهم نور لنا عقولنا .. و اعنا على أنفسنا.. لنتغير فنغير.
شكرا لك ثروت ..و بارك الله في عقلك

tharwat يقول...

المحارة الصغيرة
من النهاية ابدأ
الشكر لكِ و بارك الله في عقلك أنتِ فالعقل نعمة من الله عز وجل وهبها الله لنا لكي نستخدمها فالعقل كالسيف فما فائدة السيف إن كان صدئا؟!إن كل تلك المشكلات النفسية و الاجتماعيةو حتى الصراعات بين الدول كلها إشكاليات عقل فهناك فئة تتلاعب بالعقول تتلاعب بعقولنا و تستخف بها و لا تدري أن الشعوب أدرى و أذكى من هذا التلاعب
البوست عن التغيير كتبته في وقت الكل يتكلم فيه عن التغيير حتى على مستوى الدول ماذا فعلت الولايات المتحدة اتجهت للتغيير بقوة جارفة بدون خوف من أجل حل الأزمات التي صنعتها بفعل أغبي رئيس في العالم أقسم بالله أنه يوم انتخاب بوش رئيسا على الولايات المتحدة قلت أشعر بأن الغباء يتطاير من عيني هذا الرجل و لم يصدقني الحاضرون وقتها و الآن ثبت بالفعل أنه أغبى رئيس دولة في العالم تسبب في أزمات لبلده و للعالم في الداخل و الخارج و هذا هو العقل
بالفعل الحماقة أعيت من يداويها
أشعر أن الرئيس الجديد قد عينوه لمزيد من التلاعب بالعقول لأهداف أخرى يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين للأسف نعتمد على البشر و نترك رب البشر نتودد إليهم و نبارك لهم من أجل الرضا السامي!!!
لم نعتمد و نتوكل على الله فكيف ينجينا الله
لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات و ملء الأرض على نعمة العقل
فما تدركوه أخواتي من خير لأنفسكن هو نعمة من الله أن جعل لكن عاقلا بصيرا لتلك الكلمات مني أو من غيري فالكل يقرأ تلك الكلمات بل يقرأ القرآن كله و لم يتغير منه شئ قست قلوبكم فهي كالحجارة أو أشد قسوة إذا فالادراك و الإحساس نعمة نحسد عليها اللهم احفظها لنا يارب
المحارة الصغيرة
الحرب التي شنت على شعب أعزل هي ليست حرب فالحرب سجال بين طرفين لكن في حالتنا هذه إنما هي جريمة و ظلم بين وواضح لكن لنا الله كما اقول دائما لك الله يا غزة و كفى بالله حسيبا منتقما جبارا فإنه يمهل ولا يهمل سبحانه
فإذا كان الشيطان يأس من أن يعبد في الجزيرة (ليست قناة الجزيرة) لكن نجح بجدارة في التفريق بيننا هذا حقيقي وواقع فعلا عيانا بيانا و يبدو أن الشيطان الآن ما زال يفكر في أن يعبد فقد عاد إليه الأمل ولم ييأس
أخوتي
نحن نمتلك أقوى الأسلحة على وجه الأرض سلاح الدعاء و هو نعمة من الله للمسلمين على وجه الأرض فليس لنا غيره فقد يستجيب الله لأحد فرب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره

إلى الملتقى
معذرة للإطالة
لك الله يا غزة و الجرح ما زال داميا لم يندمل

غير معرف يقول...

تحية عطره و عبقه بالوان التطور و التحول و العطاء

للجميع اجمل تحية ، اثلجتم صدري بكلماتكم و قررتم عنيي ببعد نظركم و الحكمة التي اراها في كل حرف قراته من الجميع ....

لي مجموعة من التعليقات التي اخذت على نفسي ان اناقشها مع ثروت قريبا و اضعها هنا و اسمع رايكم بها ....

و لكني لم استطع الا ان اسجل تحية اعجاب بكلمات الجميع هنا و شوقي الى تواصل مع الجميع في هذا الموضوع .

المحاور التي سوف تكون في تعليقي تتعلق ب:

- تغير ام تحول ؟
- الرؤيه ... ماذا بعد ؟
- المسؤلية الفرديه و الكينونه ؟
- الجهاد المدني ... حياه اللحظهو لك لحظه في سبيل الله ...

اتمنا تخلو المحاور في بالكم و الى لقاء قريب معكم ان شاء الله

بكل الود
مرام

tharwat يقول...

هلا
أقر الله عينك بالحكمة دائما و الشكر لك أخت مرام في انتظار مناقشاتك و مناوشاتك المثمرة
فكرة جيدة أن أتناول النقاشات في المدونة لتكون مفيدة للجميع

بالنسبة للتغير هل هو تغير أم تحول ؟
لن نختلف كثيرا إنما الهدف أن ننتقل من حالة إلى حالة أفضل و ليس الأمر مجرد تحول فقط
أما للرؤية و المسؤولية الفردية و الكينونة و الجهاد المدني و حياة اللحظة كل ذلك مبهم و وراءه الكثير و يحتاج إلى مزيد من التوضيح نتركه للنقاش ثم الخروج بتبسيط للأمور أكثر في المدونة بعيدا عن تعقيد المفاهيم فلكل مقام مقال
أشكرك أختي و لك كل الاحترام و التقدير و أهلا بك في مدونتي المتواضعة فوجودك إضافة رائعة للمدونة